April 01, 2008

إنتهاء عصر النخيل

كان باسقا،كنخلة من أوال.

وسامقا، كنشيد جمهوري.


كان شاهدا على عصر.

وكان محظوظا. فقد عاش في زمن النخيل والنشيد.

ولكن حسن جواد الجشي ذهب صامتا. كنخلة، نخسرها مرتين.



عاش في المنفى 14 عاما، في أعقاب حل الهيئة، حتى عودته في 1971.

ولكنه عندما عاد، عاد إلى وطن لم يزل حينها وطنا. لم تزل به بقية من نخيل.

وإلى عاصمة لم تزل آهلة بأهلها، ومأهولة بالنشيد.


بلغ النشيد أوجه في 7 ديسمبر 1973.

ليس في ذاكرة المنامة ليلة أبهى. لم تكن المنامة أقرب منها إلى أجواء ثورة منتصرة كما كانت ليلتها، حين أعلن عن فوز حسن جواد الجشي (بنيف و900 صوت) وعبدالهادي خلف (بأقل من ذلك بقليل) بمقعدي الدائرة الثانية في انتخابات المجلس الوطني. كانت ليلة نصر، للنخيل والنشيد.



وكان النخيل والنشيد حاضرين في كلمته التي ألقاها عند إختياره كأول رئيس لأول مجلس وطني منتخب في تاريخ أوال:

"ان الذي يتحقق على أرض البحرين اليوم هو حلم الأجيال منذ أكثر من نصف قرن، وقد كان هذا الكفاح حرية وعدلا ومساواة، ولاشك ان ترجمة ذلك إلى واقع تحياه الجماهير هو الرسالة التي ائتمننا الشعب على أدائها بصدق وإخلاص".

"ليكن أيها الإخوة شعارنا دائماً ونحن نتهيأ للانطلاق من أقبية الماضي إلى رحاب المستقبل في عملية جادة للحاق بركب التطور والدخول في عصر انتصار الإنسان، ليكن شعارنا ''إن أجمل الأيام هي التي لم نعشها بعد''.



كلماته أعلاه شاهد مرير على ما إنحدرنا إليه من درك. وهي شاهد أيضا على أن ذاكرة البعض ممن كان في المقاعد الأمامية يومها، حتى في إقتباس من ناظم حكمت، طويلة جدا.

رحم الله حسن جواد الجشي. رحل قبل أجمل أيامهم. كم كان محظوظا.


تحديث:

إعلانات الشكر على التعازي محزنة دائما، ولكن إعلان اليوم الذي نشر في الوسط والوقت كان مؤسفا أيضا. فعائلة الراحل الكبير أشارت إليه ب"حسن بن جواد الجشي"، بأثر رجعي (وطبقي) ربما. لا أدري لماذا نعطي خصوم المساواة التي ناضل من أجلها الفقيد سببا آخر للإحتفال.

2 Comments:

At 1:04 PM, Anonymous Anonymous said...

شعرت بسعادة كبيرة لرؤية أحرفك أخيرا. من المحزن أن تغيب أنت وأمثالك عن فضاء التدوين الذي أصبح مثل ساحة إنتاج المغنيين والمغنيات في الواقع العربي المنحط.

بوجود قلم مثل قلمك في مجتمع كتابة ما يتشرف المرء بالانتماء و بغيابك وغياب أمثالك يؤثر المرء الذهاب و الانطواء بعيدا جدا عن كل الوساخات التي كانت تسمى يوما قيما.

في الختام: أغبطك على ملكة الكتابة باللغتين بشكل رهيب جدا.

دمت بحفظ الله وأمانه

 
At 6:55 PM, Blogger MR said...

شكرا أخي أوبزيرفر لكلماتك الطيبة المشجعة وإن كنت لا أستحقها
لا جعله الله آخر العهد بحسن ظنك
دمت بخير

 

Post a Comment

<< Home