October 17, 2007

أي شيء في العيد نهدي إليك.. تسيبي ليفني؟

عيد الفطر السعيد هلّ مبكرا هذا العام على وزارة الخارجية، فعيّدت وأفطرت قبلنا جميعا...

ففي بيان توضيحي سبق سائر هيئات الرؤية الشرعية، أكدت الوزارة الموقرة ثبوت رؤية هلال الواقع السياسي الجديد، وبالتالي فإن " لقاء الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة وزير الخارجية بوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى على هامش انعقاد الدورة الثانية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة قد تم بالفعل"....

وهكذا، فبعد عقود من الصيام النموذجي والإمتناع منقطع النظير عن كافة مفطرات القضية الفلسطينية، خيرها وشرها وغبارها الغليظ، وبعد سنوات من الصوم الدائم عن التصريح بأي لقاءات وزيارات، قررت الوزارة الموقرة أن الوقت قد حان لكي تفطر على الإتصال في وضح النهار مع الإسرائيليين بعد أن كان التعامل معهم -كالأكل والشرب علانية في نهار رمضان- محظورا رسميا مالم يتم خلسة وخفية ومن وراء حجاب، أو كالرفث المتاح ليلا فقط قبل أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود. تأتي هذه الإتصالات على حد تعبير الوزارة " لمصلحة القضية الفلسطينية ومصالح البحرين العليا" . ( والبحرين العليا هي بالطبع غير البحرين الوسطى أو السفلى أو البدون).

ولأن زكاة عيد الفطر يتوجب إخراجها مبكرا، فقد أعلن الوزير الموقر – من نيويورك وفي ذروة موسم الأعياد العبرية- عن رفع الحظر عن البضائع الإسرائيلية، وهي خطوة تصب بالتأكيد في سياق الخطوات التي " تهدف لدعم مصلحة الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة عنه". (نرجو ألا يلجأ بعض المغرضين لهذه الحجة للإتصال بلورد بريطاني أو أعداء آخرين بذريعة رفع المعاناة عن شعوب محلية أخرى). )

أجمل ما في بيان الوزارة الموقرة تأكيدها بأن جميع هذه الإتصالات "تعلم بها الأطراف المعنية"، أما أن عبارة الأطراف المعنية لا تشمل شعب البحرين، أو مجلس النواب، أو حتى مجلس الشورى، فهذه ليست مشكلة دائرة الشئون القانونية أو قسم الاتفاقيات الدولية بالوزارة.

اللهم لا إعتراض. فالبلد بلدهم بالمطلق، وهم أحرار في قرارهم السيادي في مقابلة من يشاؤون من الدول المحبة للسلام القائم على الغزو (أو الفتح)، خصوصا تلك التي تشاطرهم هواجس الأرض والتركيبة السكانية ومخاطر كتابة التاريخ.

إلا أن الوزارة الموقرة كانت في غنى عن التذكير بأن " الواقع السياسي اليوم قد إختلف عن الواقع السائد قبل أربعين عاما". فحتى حملة الثانوية العامة الذين توظفهم الوزارة "في إطار الشفافية التي تتحلى بها" يعرفون أن الدولة العبرية باتت هي الملاذ – بعد الله وأمريكا وقبل بريطانيا- للحفاظ على أمن وإستقرار حكومات المنطقة في وجه عرض العضلات الايراني. أما أولئك الذين فاتتهم متغيرات الواقع الجديد فلهم عذرهم. فربما لطول مكث وزير الخارجية العتيد على رأس الوزارة من السبعينات إلى ما بعد الألفية لم يتسن لهم إدراك أن العالم الخارجي قابل للتغير او التغيير. فأنا مثلا لازلت غير مصدق أن وزير الخارجية لم يعد محمد بن مبارك.

مبارك للوزارة عيد فطرها السعيد على أية حال. كيف نقول "عيد سعيد" بالعبري للشيخة تسيبي؟

0 Comments:

Post a Comment

<< Home